السلام عليكم ورحمة الله اخي عبد العزيز
أحسنت قولا وأصبت الحقيقة في مسألة المهدي فالشيعة والخوارج كلاهما يلعبون على مسألة المهدي وأحدهما مسردب والثاني شامي وكلاهما هدفهما غزو الحرمين وقتل أهلهما ليس إلا وكلاهما لا يبغيان إلا خراب المملكة وكلاهما مهديهما خارجي غازي للحرمين حتى يطفئ نار غليلهم من أهل الحرمين وولاة أمرها .
كذلك فإن المهدي الحق وإن ظهر في مكة في أي زمان فليس مخالفه بكافر ولا حتى من يقاتله كافر فإن جيش الخسف الذي يخرج من الشام لقتال المهدي العائذ الحق قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم ( فيهم المضطر وابن السبيل وغيرهم ...) فهم ليسوا كفارا بقتالهم للمهدي وإنما الكافر منهم هو من استحل الحرم والقتال فيه وأنتصر لعقيدة ضالة كالشيعة والإخوان الشرك فيها جلي والنبوة في أئمتهم مدعاه ,ولذلك فإنما عجلت عقوبة جيش الخسف لأنهم يستحلون الحرم ويحرفون الكتاب عن مواضعه .
كذلك فليس المهدي العائذ الحق بخير من أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد قاتله معاوية رضي الله عنه ونفر من الصحب رضوان الله عليهم أجمعين فلما سألوا جدنا علي عن معاوية وصحبه هل هم كفار ؟ قال لا ( إنما هو إخواننا بغوا علينا ) وسبقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبرهم أنعمار تقتله ( الفئة الباغية ) ( وإن طائفتان من المؤمنين أقتتلوا ) فقاتلوا التي ( بغت ) فوصفهم بالبغي دليل إيمانهم ولكنهم ظلموا أنفسهم وإخوانهم , فالمهدي ليس خير من علي فعلي أسبق بالإسلام وأسبق بالرشد وأسبق بالتبشير بالجنة وسبب ذريته التي يكون منها المهدي نفسه , ولم يكفر من قاتلوه بالظلم كذلك المهدي أولى بألا يكفر مخالفيه وإن قاتلوه إلا إذا قصدوا البيت الحرام بالغزو وبتحريف الكتاب كالشيعة والإخوان فعندها يقعوا في الشرك ويستحقوا عاجل العقاب وهو الخسف , فالمسلم لا يضره ألا يبايع المهدي العائذ الحق حال ظهوره وإن كان الأوجب له مبايعته ( في الحرم المكي ) كذلك حتى وإن خالفه أو قاتله فإنه يأثم ويكون مستحقا لعذاب الله قدر ما أجرم في حق الدين والمهدي بعد ثبوت آيته بجيش الخسف فعندها لا عذر لمسلم ولكنه لا يكفر رغم ذلك كله وإن استحق العذاب فلا يكفر إلا إذا قصد الحرم مستبيحا له مؤمنا بشريعة تحرف الكتاب .
فلا يكفر منكر المهدي ولا من يقاتله حتى لأن لا إيمان ولا تكفير في شخص المهدي نفسه ولا عليه لأنه ليس نبيا ولا رسولا ولا صاحب كتاب منزل وإنما هو عبد وإمام تأتي درجتة في الرشد في المرتبة الخامسة بعد الخلفاء الراشدون الأربع , و تأتي درجته في ذيل القائمة بعد الأنصار والمهاجرة جميعًا فهم أسبق بالإسلام ونصرة الدين والرسول وأسبق برضوان الله عليهم وخاصة البدريين منهم وأصحاب بيعتي العقبة الأولى والثانية .
أما وقت ظهور المهدي وبيعته فهذا يبقى في علم الله وحده بعد أم قصر و لكن لا ظهور له إلا طبقا للضوابط الشرعية المرعية التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي سبق وجمعتها في موضوعي عنه وعن الدجال .
كما أن المهدي لا يحتاج إلى أنصار ولا مبايعون فإن الله مظهر آيته بقدرته وقدره فقط
ويستطيع كل مسلم أن يكون بداخله مهديا إن أصلح وأقام الدين ووصل الأرحام وعدل بين الناس وكفى المسلمين شر لسانه ويده وكان نفاعا لهم فحينها يكون كل مسلم مهديا في نفسه .
وأما من يستعجل بزمان المهدي فلا يظن ذلك خيرًا فإنه زمان الفتنة في الدين ولا يدري أحد من ينجو ومن يفتن حينها فإن في زمانه الدجال أشر فتنة على مر الزمان فالمسلم الحريص الكيس يتمنى الموت قبل زمان المهدي وقبل الدجال وقبل إغلاق باب التوبة بظهور أول أشراط الساعة لا أن يستعجل الشر ويتمنى المهدي !!! فهل مع المهدي إلا الدجال يا قوم !!! فكيف تعقلون !!!
وأما تفسير الرؤى فأرى أنها أمانة كل معبر يقول كيف يعلم والمعبر الفاهم لا يفرح برؤى عن المهدي بقدر ما يفزعه إدراك إقتراب زمان شر الفتن .