أتوقع دليل المهدي بعض الأحاديث ضعيفة الإسناد التي قد تتحقق بخروج المهدي , على سبيل المثال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( يخرج المهدي وعلى رأسه غمامه فيها ملك ينادي هذا المهدي فاتبعوه )
هذا الحديث ورد في كتب العلماء , وبالنسبة لرأيي فأتوقع أنه صحيح , لأن عصائب العراق وأبدال الشام لن تترك ما في أيديها من أسلحه وحروب وتتوجه إلى مكه إلا لحدوث آيه وعلامة واضحه وجلية على المهدي . أما القول بأن توجههم إلى مكه بسبب علامة الخسف بالجيش فهو قول وجيه ولكن يؤيد صحة الحديث الأول أن خواص الناس يبايعون المهدي قبل الخسف بالجيش مما يدل على وجود علامة واضحه وجليه في المهدي قبل الخسف بالجيش .
ملاحظه عابره:- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) رواه البخاري
الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينقسم إلى قسمين وقد غفل كثير من المتعالمين عن القسم الثاني:-
1- الكذب عليه بإفتراء الحديث إبتداءا بأن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كذا وكذا ولم يقله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
2- الكذب عليه بإنكار وجحود ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , بأن يقولوا أن الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل كذا وكذا وفي الحقيقه أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قاله . هذا القسم الثاني قد يدخل فيه المتشدقون في علم الجرح والتعديل . بأن يقولوا أن الحديث إسناده ضعيف ويتعصبون على إنكاره , التعصب هو المشكله , فلو قالوا أن إسناد هذا الحديث ضعيف بحسب علوم مصطلح الحديث لقلنا مجتهدون وقد يكون لهم أجر . أما أن يتعصبوا على إنكاره فهنا المشكله , لأننا كما نعلم أن علم مصطلح الحديث علم وضعي يحتمل الخطأ ويحتمل الصواب , وقد شاهدنا أحاديث كثيره قد حكم عليها بأن أسانيدها ضعيفه وتعصبوا على تضعيفها فوقعت في الواقع فما أغنى عنهم تعصبهم شيئا حرموا الناس وحرموا أنفسهم من الإستفاده من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا هم فازوا بأجر الآخره وأجر العلم ولا هم بالذين عملوا بها في الدنيا وأستفادوا من بركاتها .
فالأولى أن تقول أن الحديث الفلاني إسناده ضعيف والله أعلم , أما أن تقول أن الحديث إسناده ضعيف حتى لو تحقق في الواقع فهذا خلاف الحق والعقل الصحيح السليم , وأيضا من جرأتهم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنهم يصفون الحديث بأنه ضعيف والأولى أن يتأدبوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقولوا إسناد الحديث هو الضعيف وليس الحديث بذاته وذلك من باب التأدب مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم , فالأولى أن يضعوا في قلوبهم مثقال ذره من تقوى وأن يضعوا إحتمال لخطأ مصطلح الحديث .
إلى اللقاء,,