شاعر طيبة
عدد المساهمات : 428 نقاط : 43687 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 20/09/2012 الموقع : http://warbana.arabfoot.net/
| موضوع: القول في تكفير من لا يحكم بما أنزل الله مطية الخوارج للخروج على الحكام الإثنين يناير 06, 2014 4:01 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تكفير من لا يحكم بما أنزل الله مطية الخوارج للخروج على الحكام
يستند الخوارج دائمًا في خروجهم على تكفير الحكام المسلمين كمطية للخروج عليهم بحجة أنهم لم يحكموا بشرع الله تعالى متعللين بنص الآيه الكريمة ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) [المائدة : 44]
وتناسوا أن ذات الآية تكررت بحكمين آخرين متتالين وهما :
(وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) و ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) !!!
فقد جعل الله 3 اصناف لمن لا يحكمون بما أنزل صنف ( كافر ) وصنف ( ظالم ) وصنف ( فاسق ) ولكل صنف منهم حكم رغم ( عدم حكمه بما أنزل الله ) من أحكام في كتبه وبعدله !!
فالصنف الظالم : هو من لا يحكم بعدل الشرع ويحكم هواه رغم تحكيمه للشرع و (( يؤمن بضرورة الحكم بالشرع وعدله ولا يجحده )) ولكنه يحابي هذا ويسقط الحكم عن هذا ويقبل الرشوة في الحكم وأذا سرق الشريف تركوه وفي الظاهر انه يحكم الشرع ولكنه ظالم لا يعدل لا يقتص لمظلوم ولا يعيد حق بعدل الله تعالى فإنما هو مضيع لأحكام الله وعدله المنزل في كتابه . وهذا الصنف من الحكام الظالمين لا يجوز الخروج عليهم بل يجب مناصحتهم من قبل العلماء فقط مع وجوب الصبر عليهم .
والصنف الفاسق : لا يحكم شرع الله ولا عدله ولا احكامه بحجة عدم الملائمة او لجهل منه بالشرع او لتوارثه نظام عرفي لم يكلف نفسه عناء تغييره او لتبديل احكام بلده بسبب احتلال وابقاؤه على ما كان فيها من قوانين في ظل الاحتلال كسلا او استهتارا منه او جهالة منه او لخفة في دينه ولكنه (( يؤمن بضرورة الحكم بالشرع وعدله ولا يجحده )) فيكون بذلك فاسقا لتقصيره وهو كحكم تارك الصلاة كسلا او بسبب معاقرة الخمر او دوام الجنابة فيه . وهذا الصنف من الحكام الفاسقين لا يجوز الخروج عليهم بل يجب مناصحتهم من قبل العلماء فقط مع وجوب الصبر عليهم .
اما الصنف الكافر : فهو لا يحكم بشرع الله ولا عدله ( إنكارا له وجحودا له او يقول انه ليس من عند الله او ان هذا الشرع هو لا يؤمن به ولا يرى الخير فيه ويعلن ذلك في الناس ) فيكون بذلك كافرا بإنكاره وجوب تحكيم شريعة الله وعدله بين الناس ومنع تبليغها فالحكم بلاغ قبل ان يكون فصل , وهذا الصنف الأخير وإن كفر لا يجوز الخروج عليه بل يجب مناصحته بالقول اللين من قبل العلماء عملاً بالفريضة القرءانية مع فرعون ولا يجوز الخروج عليه إلا اذا منع شعيرة الصلاة او امر بكفر جلي او قاتل المسلمين لردهم عن دينهم بغير ان يبدأوه بخروج او قتال أو صار طاغوتا يدعو الناس لعبادته أو رضى بعبادة الناس له , أما بغير ذلك فلا يجوز للمسلمين الخروج عليه وان ثبت كفره وعدم حكمه بما انزل الله
ولذلك فلا حاجة لنا للخوض في مسائل تفسير الآيه ( فأولئك هم الكافرون ) سواء بالكفر الصريح أو كونه كفر دون كفر بعد أن تبين لنا المعنى السوي لمجمل الآيات الثلاث وما تناولته من أحكام مختلفه حسب تغير فعل الممتنع عن الحكم بما أنزل الله تعالى من أحكام وعدل .
| |
|